تونس في 08 ماي 2018
تضييقات بالجملة على الصحفيين في تغطية الانتخابات
وُضع الصحفيون في دائرتي “سليانة” و”صفاقس 2″ في ظروف عمل غير مناسبة خلال تغطيتهم لعملية الفرز بالدائرتين ما أعاق حصولهم على المعلومة الدقيقة حول مجريات العملية والنتائج الأولية ما حرم المواطن حقه في الحصول على معلومة دقيقة وسريعة.
فقد عمد رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات البلدية دائرة “سليانة” اليوم الإثنين 7 ماي 2018 إلى منع الصحفي بـ”إذاعة اكاف” ماهر همّاسي والصحفية بإذاعة “موزاييك أف أم” نبيهة صادق من تصوير جداول التصويت اليدوي. وقام رئيس الهيئة الفرعية بدعوة الأمن لإخراج الصحفيين من المكان.
وأفاد ماهر الهمّاسي لوحدة الرصد بمركز السلامة المهنية ” قام رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات بطلب أعوان الأمن من أجل اخراجي من مقر الهيئة صحبة مراسلة “موزاييك أف أم ” نبيهة صادق بعد تفطنه لمحاولتنا الحصول على صورة لجداول الفرز اليدوي للانتخابات البلدية، ما تسبب في منعنا من التغطية الصحفية وحرماننا من المعلومة”.
وأكد الهمّاسي “حاولنا الاستعانة بأحد أعضاء الهيئة الفرعية الذي كان قريبا من الجداول وفور تفطن رئيس الهيئة لذلك طلب منا الخروج ثمّ قام بطلب أعوان الأمن لطردنا ما عطل تغطيتنا الصحفية”.
من جانبها قالت مراسلة “موزاييك أف أم” نبيهة صادق ” قام رئيس الهيئة الفرعية بإخراجنا بسبب محاولتنا لحصول على صورة في ظل غياب المعلومات حول نسب تقدم الفرز”وقد اتصّلت وحدة الرصد برئيس الهيئة الفرعية للانتخابات بولاية سليانة عصام النوري الذي قال أنّه قام بإخراج الصحفي ماهر همّاسي لأنّه حاول التقاط صورة لأحد جداول الفرز اليدوي معتبرا ما حدث غير قانوني لأنّ الفرز لم ينته بعد وقد يتسبب ذلك في مشاكل مع القائمات المترشحة في حالة وجود خطأ معيّن، وعندما حاولنا معرفة سبب طلبه لأعوان الأمن قال أنّ ذلك من حقّه لانّ الصحفي رفض المغادرة.
وفي سياق متصل تم مساء الاثنين 7 ماي 2018 وضع الصحفيين العاملين على تغطية عملية الفرز في دائرة “صفاقس 2” في ظروف غير مناسبة أعاقت حصولهم على المعلومة.
وأفادت أميرة مقني الصحفية بإذاعة “الديوان أف أم” للوحدة “نزلت من المدارج إلى قاعة الفرز لتصوير جدول التصويت اليدوي فطلب مني عضو هيئة الصعود إلى مدارج الصحفيين حيث لم تتوفر لنا امكانية الحصول على المعلومة نظرا لبعد النتائج عنا”.
ووضحت سهام شعور الصحفية ب”إذاعة صفاقس” : “وضعنا في ظروف غير مناسبة حيث يفصل بين قاعة الفرز ومكان تواجد الصحفيين حاجز حديدي أعاق حصولنا على المعلومة اضافة إلى عدم توفير
ظروف مناسبة لوجودنا أو تمكيننا من الحصول على اي معطيات رغم قلة عددنا الذي لم يتجاوز الخمسة صحفيين”.
وقد اتصلت وحدة الرصد برئيس الهيئة الفرعية للانتخابات “صفاقس 2” أنيس الطريقي الذي أفاد أنه “خصصت الهيئة أماكن مخصصة للصحفيين والملاحظين وفق قرارها وهي مدارج الملاعب حيث تتم عملية الفرز وللأسف فإن البنية التحتية أعاقت حصولهم على المعلومة ولكن كل ما استطعت القيام به هو تقريب جداول التصويب لمكان تواجد الصحفيين ليحصلوا على المعلومة ولكن لا سلطة لي على ولوجهم إلى مكان الفرز فهي مسؤولية منسق الدائرة الانتخابية”.
من جانبه أكد منسق الإدارة الفرعية الانتخابية “صفاقس 2″ لوحدة الرصد أنه ” أنا مسؤول على أكثر من 100 شخص يعملون على عملية فرز دقيقة لا يمكن السماح بدخول الملاحظين والصحفيين والقانون خول لهم مكان مخصص لهم وقد أكد للصحفيين المتواجدين أنه يمكنهم التواصل مع رئيس الدائرة الانتخابية للحصول على المعطيات التي يرتؤونها”.
وبعد اطلاع وحدة الرصد على الدليل الاجرائي لتجميع النتائج فإن رئيس قاعة التجميع وهو منسق الادارة الفرعية له مهمة الإشراف على قاعة التجميع اليدوي والآلي.
إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تستنكر عزل الصحفيين عن موقع الحدث وضرب حقهم في الحصول على المعلومة الآنية والدقيقة من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات . وتذكر النقابة أن الصحفيين يلعبون دورا رقابيا مهما في كشف كل المخالفات الانتخابية من قبل الأطراف المتنافسة وما يمكن أن يشوب عمليات الفرز واعلان النتائج من أخطاء أو مخالفات.
وتدعو النقابة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى توضيح ما حصل من اعاقة لحرية العمل ووضع تدابير ممنهجة وغير قانونية أعاقت حق المواطن في الحصول على المعلومة .
وتعبر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن شكوكها من أن تكون عديد التضييقات على عمل الصحفيين أثناء تغطيتهم للمراحل الانتخابية البلدية راجعة إلى الانتقادات الإعلامية لأداء هيئة الانتخابات.
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين