تونس في 18 جانفي 2021.
في الوقت الذي يعمل فيه الصحفيون على تغطية الاحتجاجات التي تشهدها تونس منذ أيام خلال فترة حظر الجولان ليلا، طالت العديد من العاملين منهم لفائدة مؤسسات إعلامية تونسية وأجنبية حملات تحريض وتهديد حيث نشر القيادي بحركة النهضة رفيق عبد السلام يوم الأحد 17 جانفي 2021 تدوينة اتهم فيها قناة “الغد” بـ “تهييج الأوضاع” وبـ”الكذب والبهتان”، في تحريض واضح على مراسلي القناة في تونس ما يمثل خطرا كبيرا على سلامتهم في الميدان.
كما انخرطت صفحات على شبكات التواصل الإجتماعي في التحريض على مراسل “الغد” بلال المبروك واتهامه بالعمالة وتداولت عدة صفحات صورة المبروك بما يمثل تهديد خطيرا لسلامته في الميدان.
وبمراجعة المراسلات الميدانية لمراسلي القناة الإخبارية نجلاء بوخريص وبلال المبروك، لاحظت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التزامهما بالمهنية التامة في علاقة بتغطية الاحتجاجات، والتزامهما بالاعتماد على مصادر رسمية موثوقة وعلى الموضوعية في نقل الأحداث. وقد حفزت تدوينة القيادي بحركة النهضة عديد نشطاء التواصل الاجتماعي على التحريض على الصحفيين الميدانيين لقناة “الغد”.وعمل النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس في تدوينة نشرها مساء أمس على التحريض على مقدم أخبار الثامنة بالقناة الوطنية الأولى الطيب بوزيد متهمين القناة ب “اللاوطنية”.
كما عملت احدى الصفحات الموالية لـ”ائتلاف الكرامة” على التحريض على مراسل قناة “العربية” بتونس وليد عبد الله. وقد اتهمت التدوينة المراسل بـ”التشجيع على الكراهية والفتنة والتخريب” وتضمنت سبا وشتما له، وتحريضا على قنوات “الغد” و”العربية” و”سكاي نيوز”. وبمراجعة مراسلات الصحفي وليد عبد الله للقناة تأكدت النقابة من احترامه لأخلاقيات المهنة واكتفائه بالتأكيد على أنه إلى حدود مساء 16 جانفي 2020 لم يكن هناك توصيف رسمي للاحتجاجات مشيرا أن الاحتجاجات تحولت إلى “أعمال شغب واعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة” متقيدا بذلك بقيم الموضوعية في التعليق على الأحداث.
كما تلقى مراسل إذاعة “شمس أف أم” منتصر ساسي تهديدا بالقتل من قبل أحد نشطاء التواصل الاجتماعي اثر نشره تدوينة فيها تثمين لدور الأمن في مجابهة أعمال الشغب بولاية نابل. وسيباشر ساسي إجراءات تتبع المعتدين عليه.
إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تثمن تحلي صحفيي المؤسسات الإعلامية التونسية والأجنبية بالمهنية والموضوعية واحترام أخلاقيات المهنة الصحفية، وتندد بتصاعد وتيرة التهديد على الصحفيين وتعبر عن تضامنها التام مع الصحفيين الضحايا. وتحمل النقابة وزارة الداخلية مسؤولية حماية مراسلي وسائل الإعلام خلال تغطيتهم خاصة للاحتجاجات وأعمال الشغب الليلية، وتدعوها الي اتخاذ كافة الإجراءات الحمائية لفائدة الصحفيين ضحايا التحريض والتهديد.
وتحتفظ النقابة بحقها في تتبع المعتدين على الصحفيين وتضع على ذمتهم طاقمها القانوني للقيام بإجراءات التتبع القضائي ضد كل من انخرط في أعمال التحريض والتهديد التي طالتهم.
وتذكر النقابة بالدور الأساسي الذي لعبه الصحفيون في تغطية الاحتجاجات في مختلف مناطق الجمهورية خلال فترة الحجر الصحي العام وفترة حظر الجولان ليلا نهارا احتراما لحق المواطن في المعلومة الآنية والدقيقة، مشددة على ضرورة احترام طبيعة العمل الصحفي من كافة الأطراف والابتعاد عن خطابات التحريض والدعوة الى العنف لما تمثله من خطر على سلامة الصحفيين في الميدان.
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين