التّقرير السنوي الثّاني حول سلامة الصّحفيين نوفمبر 2017-أكتوبر 2018

التقرير السنوي الثاني حول سلامة الصحفيين

إقرأ التقرير السنوي الثاني حول سلامة الصحفيين نوفمبر 2017-أكتوبر 2018

مقدمة 

نحیـي هـذه السـنة الیـوم العالمـي لإنهـاء الإفـلات مـن العقــاب فــي الجرائــم المرتكبــة ضــد الصحفییــن لهــذا

العــام 2018 ،وقلوبنــا وعقولنــا مــع زمیلینــا ســفیان الشــورابي ونذیــر القطــاري المختطفیــن فــي لیبیــا منــذ
أكثـر مـن أربع سـنوات.
تتواصـل معانـاة أسـرتیهما وزملائهمـا مـع تواصـل تمتـع خاطفیهمــا بالحصانــة والإفــلات مــن العقــاب فــي ظــل فشـل ذريـع للسـلطات التونسـیة فـي تقديـم معلومـة دقیقـة حـول حقیقـة اختفائهمـا.
نحیـي هـذه المناسـبة ونحـن كأسـرة صحفیـة فـي العالـم تحــت الصدمــة لمــا حــدث للصحفــي الســعودي جمــال خاشــقجي یــوم 02 اكتوبــر الماضــي، حیــث اســتدرجته سـلطات بـلاده إلـى قنصلیتهـا فـي ترویـا لتقـوم فیمـا بعـد
بخنقـه وتقطیعـه، فـي سـابقة خطیـرة وفـي ظـل إفـلات النظـام السـعودي مـن العقـاب.
أكثــر مــن ألــف صحفــي قتلــوا خــلال العشــیرة الأخیــرة، وباســتمرار یتحــول الصحفیــون إلــى قصص مأساواة وعناوين للقتل والاختطاف والسجن والتعذیب، وفي 09 من 10 حالات یواصل المجرمـون والمعتـدون تمتعهـم بالإفـلات مـن العقـاب.
ان مــا یدعــو للقلــق هــو ســیادة ثقافــة الإفــلات مــن العقــاب، ومــا یزعجنــا كصحفیییــن هــي تلــك الرسـالة السـلبیة التـي توجههـا الحكومـات للمعتدیـن واصلـوا اعتداءاتكـم واسـتهدافكم للصحفییـن ولكـم كل الحماية والحصانة.
إنـه وفـي مواجهـة التواطـؤ المعلـن للحكومـات مـع أعـداء الصحفییـن وأعـداء حريـة الصحافـة، لیـس أمامنـا كصحفییـن الا التضامـن فیمـا بیننـا والتعـاون لتوثیـق الاعتـداءات وفضحهـا.
إننــي أتوجــه إلــى المواطنیــن فــي تونــس وفــي كل المنطقــة العربیــة أن الصحفییــن الســتهدفون
ّ أهــم علــى فضــح الانتهــاكات التــي تمارســها الأنظمــة وعملیــات الفســاد التــي ترتكبهــا العصابات وأن المعتدیـن يسـتهدفون الصحفییـن لكـي يمحـوا أي اثـر لانتهاكاتهـم.
إن جمهــور المواطنیــن فــي مختلــف البلــدان وهــو المســتفید الأول مــن القصــص التــي ینقلهــا الصحفیــون حــول الفســاد والانتهــاكات وغیرهــا مــن المواضیــع، وأن فــي حمايــة الجمهــور للصحفییـن وفـي دعمـه لهـم هـو دعـم لحـق هـذا الجمهـور فـي معلومـة صحیحـة وذات مصداقیـة.

وهـو دعـم لحـق الجمهـور فـي فضـح الانتهـاكات ضـد حقـوق الإنسـان وفـي فضـح الفسـاد وفـي الديمقراطیـة.

نقیـب الصحفییـن التونسـیین ناجـي البغوري

توصيات التقرير السنوي الثاني لوحدة الرّصد بمركز السلامة المهنية:

.

الحكومة التونسية:

بذل الجهد الديبلوماسي الكافي في إطار دفع ملف الصحفيين سفيان الشورابي ونذير القطاري في اتجاه كشف الحقيقة

اصدار بيانات علنية للاعتداءات الخطيرة التي تطال الصحفيين في تونس

نشر نتائج واحصائيات التحقيقات الإدارية مع موظفي الدولة من أمنيين وموظفين عموميين متورطين في اعتداءات على الصحفيين

القضاء التونسي:

العمل على كشف الحقيقة في حالة الاختفاء القسري الذي ذهب ضحيته كل من الصحفيين سفيان الشورابي ونذير القطاري

اجراء تحقيقات محايدة وسريعة وفعالة في أجال معقولة في قضايا الاعتداءات على الصحفيين ومحاسبة المسؤولين عنها لضمان عدم العود.

تعيين وكلاء جمهورية وقضاة تحقيق متخصصين في التحقيقات في الاعتداءات على الصحفيين واعتماد أساليب واجراءات تحقيق تتماشى مع خصوصية العمل الصحفي خاصة فيما يتعلق بالمحجوز كلما كان أداة عمل صحفي.

التوقف عن تتبع الصحفيين على خلفية عمل صحفي أو رأي، خارج إطار القانون المنظم لحرية الصحافة والطباعة والنشر.

 

المشرّع التونسي:

تعزيز الضمانات القانونية لحماية حرية الرأي والتعبير وسلامة العمل الصحفي في مشاريع القوانين ذات الصلة واحترام مبدأ عدم التراجع عن المكتسبات التي تحققت في مجال تلك الحريات.

اتخاذ قرارات صريحة تبطل العمل بالمناشير أو الممارسات المعطلة لحريّة الصحافة والطباعة والنشر كل في اختصاصه.

 

المسائلة الدورية لموظفي الدولة وبالخصوص المعنيين بإنفاذ القانون عن كل الاعتداءات التي يقومون بها عمدا أو سهوا ضدّ الصحفيين وحرية الصحافة.

 

وزارة الداخلية:

الإسراع بتبني مشروع مدونة السلوك التي تضبط العلاقة بين قوات الأمن الداخلي وممثلي وسائل الإعلام والتي تمت صياغتها بشكل تشاركي مع هياكل المهنة منذ سنة 2014.

اشعار أعوانها الميدانيين بأن المعرف الوحيد للصحفي هو بطاقته المهنية و أن الترخيص المكتوب اجراء استثنائي معمول به فقط في مجال تصوير بعض المباني أو داخل مجال ترابي محدد بعينه.

دعم مجهود خليّة الأزمة داخلها للتدخل لفائدة الصحفيين والحد من الاعتداءات منظوريها عليهم.

كشف نتائج واحصائيات التتبعات والاجراءات الإدارية المتخذة ضد منظوريها المسؤولين عن الاعتداءات عن الصحفيين.

 

الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية:

تفعيل ولايتها وصلاحياتها في مجال حماية حرية الرأي والتعبير وسلامة الصحفيين من خلال التحقيق والتقصي فيما يرد عليها وما ترصده من حالات تهديد وتحريض واعتداءات مادية ومعنوية ضدّ الصحفيين واتخاذ سبل الانتصاف المناسبة.

العمل على مسك وتحيين قاعدة البيانات خاصة بالانتهاكات ضد الصحفيين تراعي خصوصية تلك الانتهاكات.

مزيد الانخراط في مسار تنفيذ خطة الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب بوضع خطة وطنية لسلامة الصحفيين تهدف إلى تعزيز وحماية حرية الصحافة والإعلام في تونس.

انشاء آلية أو لجنة مستدامة صلب الهيئة تعنى بسلامة الصحفيين للرصد والتحقيق والتقصي فيما يرد عليها من حالات تهديد  وتحريض واعتداءات مادية ومعنوية ضدّ الصحفيين واتخاذ سبل الانتصاف المناسبة.

 إقرأ التقرير السنوي الثاني حول سلامة الصحفيين نوفمبر 2017-أكتوبر 2018